افتتاحية العدد (1) من مجلة توازن للدراسات الحضارية والتنموية والاستراتيجية
بقلم رئيس التحرير: د. جمال الهاشمي
مرت المجتمعات البشرية بعدة تحولات تاريخية ومن خلالها انتقلت مراكز الحضارات على الساحات الجغرافية، وكل حضارة شكلت فيها قيما ومفاهيما وثقافات أسهمت في صياغة الأفكار والتصورات والسياسات والطبقات والسلوكيات وأنماط العلاقات داخل المجتمع الواحد وعلاقته بالمجتمعات الأخرى. وخلال تلك المحطات المتحولة كانت الحاجة للأمن والاستقرار والرفاه من متطلبات المجتمعات التي كانت غالبا ما تؤصل لتلك المقاربات النفعية وتترجمها إلى الواقع بعد سلسلة من الصراعات والعنف والإرهاب داخل المجتمع الواحد، أو بينه وبين المجتمعات الأخرى، وخلال فترات السلم تسعى كل حضارة لصناعة النموذج الذاتي لتأخذ به صدارة الأحادية العالمية، أو أن تكون أحد مراكز القوى الحضارية التنافسية مع حضارات أخرى، وغالبا ما يتخللها فرض القوة، بينما تنتهج السياسات الناعمة إذا كانت ضمن مراكز قوى متعددة تعمل من خلال وسائلها الاقتصادية والثقافية على توسيع دائرة نفوذها الثقافي في الدول القابلة للاستهلاك الثقافي. (المزيد…)