الأكاديمي بين متداعيات الوعي وتداعيات الدور
الأكاديمي بين متداعيات الوعي وتداعيات الدور
د. جمال الهاشمي
من الصعوبة مواصلة قراءة هذا المقال حتى النهاية لأنه قد يخلق روحا جديدة في نفوس أولئك العبيد الذين جعلو من النصوص والمعرفة والثقافة والتعليم والنص المقدس شعارات للعبودية المعاصرة في هذا العالم المليء بالتناقضات.
وقد يكون من الممتع حقا أن يتغير الإنسان ليتحرر مما في جعبته من مفاهيم وأفكار وثقافات وتقاليد بائدة، ذلك التغيير حتما سيخلق فيك شخصا مهيبا، وسيضيء لك طرق الهداية ويفتح مغاليق العقل بأنوار المعرفة، تلك القبسات التي حجبتها عن النفس والواقع بمفاهيم خاطئة ومعتقدات منحرفة جعلت من عقلك المبدع قبرا تُميت وتموت فيه.
إن النور الحقيقي للمعرفة التي ننشدها هي تلك التي تمضغ ألسنتا وتجب كلماتنا الناقصة حتى تكتمل المعرفة، وينشأ برفقتها الدور، تلك الثمرة اليانعة التي تبعث العقل وتصاحب المعرفة.
الوعي والدور:
إن من صعوبات التعلم ومعوقات الوعي للإنسان انعدام الشعور بالإنسانية ذلك المفهوم الكلي الذي عبر عن معادلة متوزانة بين مفهومي الضر الخلاق والرحمة المبدعة من جهة ومفهوم الإنسان في شقه المادي واشتقاقته المتداخلة بالجهل والظلم واللذة.